أفاد العديد من الباحثين عن عمل بإرسال طلبات توظيف عديدة دون تلقي رد يذكر أو معدوم، وغالبًا ما أشاروا إلى مخاوف بشأن استبعاد سيرهم الذاتية بواسطة أنظمة تتبع المتقدمين (ATS) التي تستخدم الذكاء الاصطناعي. تقوم هذه الأنظمة، المصممة لتبسيط عملية التوظيف لأصحاب العمل، بفحص السير الذاتية بحثًا عن الكلمات الرئيسية والمؤهلات، مما قد يؤدي إلى تجاهل المرشحين المؤهلين الذين لا يطابقون بدقة معايير الخوارزمية. ووفقًا لجوردان فايسمان، الصحفي المتخصص في الاقتصاد والسياسة، فقد بدا موقع LinkedIn للتواصل المهني وكأنه "جلسة علاج جماعي مطولة" بسبب حجم المستخدمين الذين يعبرون عن إحباطهم من سوق العمل.
لقد أدخل صعود الذكاء الاصطناعي في مجال التوظيف كفاءات وتحديات على حد سواء. ففي حين أن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها فرز أعداد كبيرة من الطلبات بسرعة، إلا أنها يمكن أن تديم أيضًا التحيزات الموجودة في البيانات التي يتم تدريبها عليها، مما قد يؤدي إلى ممارسات توظيف تمييزية. يمكن أن يؤثر ذلك بشكل غير متناسب على بعض الفئات الديموغرافية أو المرشحين ذوي المسارات المهنية غير التقليدية. يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في التوظيف أسئلة أخلاقية حول العدالة والشفافية والمساءلة في عملية التوظيف.
واجه الخريجون الجامعيون الشباب وأولئك الذين يعملون في قطاعات معينة، مثل التصنيع والتكنولوجيا الكبرى، صعوبات خاصة. شهد قطاع التكنولوجيا، بعد فترة من النمو السريع، تسريحًا كبيرًا للعمال في عام 2025، مما ساهم في زيادة المنافسة على الوظائف المتاحة. وشهد قطاع التصنيع أيضًا تباطؤًا، مما أثر على فرص العمل للعمال المهرة.
يسلط الوضع الضوء على الطبيعة المتطورة لسوق العمل والأهمية المتزايدة للتكيف مع التطورات التكنولوجية. يُنصح الباحثون عن عمل الآن بتكييف سيرهم الذاتية ورسائل التعريف الخاصة بهم مع توصيفات وظيفية محددة، باستخدام الكلمات الرئيسية التي من المحتمل أن تلتقطها برامج ATS. بالإضافة إلى ذلك، يظل التواصل وبناء العلاقات الشخصية استراتيجيات حاسمة للتغلب على قيود عمليات الفرز الآلية. مع استمرار الذكاء الاصطناعي في لعب دور أكبر في التوظيف، سيكون فهم تأثيره وتطوير استراتيجيات للتنقل في المشهد المتغير أمرًا ضروريًا للباحثين عن عمل في السنوات القادمة.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment