أدى تفاقم مشكلة الوحدة والعزلة الاجتماعية إلى نمو تطبيقات الصداقة المصممة لربط الأفراد الباحثين عن علاقات أفلاطونية. ومع إعلان الجراح العام في الولايات المتحدة أن الوحدة تمثل أزمة صحية عامة في عام 2023، ازداد الطلب على المنصات التي تسهل التواصل الاجتماعي، وخاصة بين العاملين عن بعد والشباب.
إن وصمة العار المحيطة بالاتصالات عبر الإنترنت، والتي تلاشت إلى حد كبير بسبب انتشار تطبيقات المواعدة، قد مهدت الطريق للمنصات التي تركز على الصداقة. وتقدر Appfigures أن أكثر من عشرة تطبيقات صداقة محلية في الولايات المتحدة قد حققت ما يقرب من 16 مليون دولار من إنفاق المستهلكين وجذبت 4.3 مليون عملية تنزيل حتى الآن هذا العام.
تهدف هذه التطبيقات إلى تقديم بديل أقل ترويعًا للطرق التقليدية لمقابلة الناس، مثل بدء المحادثات مع الغرباء في الأماكن العامة. وتعد منصات مثل Timeleft و Meet5 و Bumble BFF من بين الأمثلة البارزة التي تكتسب زخمًا في سوق تطبيقات الصداقة. تركز Timeleft على وجبات العشاء الجماعية المنظمة، بينما تركز Meet5 على مقابلة أشخاص جدد في الأنشطة الجماعية. يتيح Bumble BFF، وهو وضع داخل تطبيق المواعدة Bumble، للمستخدمين البحث تحديدًا عن علاقات أفلاطونية.
تختلف البنية التحتية التقنية لهذه التطبيقات، ولكن معظمها يعتمد على الخوارزميات لمطابقة المستخدمين بناءً على الاهتمامات المشتركة والهوايات والموقع. تعتبر خدمات الموقع جزءًا لا يتجزأ من ربط الأفراد داخل منطقة جغرافية معينة، مما يعزز فرص اللقاءات الشخصية. تتضمن ملفات تعريف المستخدمين عادةً معلومات مفصلة حول الاهتمامات والتفضيلات، مما يسمح بمطابقة أكثر استهدافًا.
يشير محللو الصناعة إلى أن نمو تطبيقات الصداقة يعكس تحولًا مجتمعيًا أوسع نحو إعطاء الأولوية للصحة العقلية والتواصل الاجتماعي. وقد أدى جائحة COVID-19 إلى تفاقم مشاعر العزلة، مما دفع المزيد من الأفراد إلى البحث عن حلول عبر الإنترنت لبناء مجتمع.
في حين أن سوق تطبيقات الصداقة لا يزال ناشئًا نسبيًا مقارنة بصناعة تطبيقات المواعدة، إلا أن إمكانات نموه كبيرة. يهدف التطوير المستمر لميزات جديدة، مثل تخطيط الأنشطة الجماعية وتنسيق الأحداث، إلى تعزيز مشاركة المستخدمين وتعزيز الروابط الأقوى. يعتمد النجاح طويل الأجل لهذه المنصات على قدرتها على إنشاء صداقات حقيقية ودائمة، ومعالجة القضية الأساسية المتمثلة في العزلة الاجتماعية.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment