وجدت سفينة "كورال أدفنتشر"، وهي سفينة مرادفة للمغامرة والمأساة مؤخرًا، نفسها مرة أخرى تتصدر عناوين الأخبار. فبعد أسابيع فقط من وفاة سوزان ريس، البالغة من العمر 80 عامًا، وهي راكبة تُركت عن طريق الخطأ في جزيرة أسترالية نائية، جنحت السفينة السياحية على شعاب مرجانية قبالة سواحل بابوا غينيا الجديدة. وقد أدى هذا الحادث، الذي وقع في أول رحلة لها منذ وفاة ريس، إلى تضخيم التدقيق في شركة الرحلات البحرية وأثار تساؤلات حول السلامة والرقابة داخل الصناعة.
وقع الحادث يوم السبت، على بعد حوالي 30 كيلومترًا من لاي، وهي مدينة على الساحل الشرقي لبابوا غينيا الجديدة. ووفقًا لمتحدث باسم السفينة، فإن "حادث الجنوح" لم يسفر لحسن الحظ عن أي إصابات بين الركاب الـ 80 وأفراد الطاقم الـ 43 الذين كانوا على متنها. وتشير الفحوصات الأولية أيضًا إلى عدم وجود أضرار كبيرة في الهيكل، على الرغم من التخطيط لإجراء تقييمات أكثر شمولاً. وأكدت الهيئة الأسترالية للسلامة البحرية (AMSA) أنها تراقب الوضع، ومستعدة لمساعدة سلطات بابوا غينيا الجديدة إذا لزم الأمر، على الرغم من أنها لم تتلق نداء استغاثة من السفينة. إن الرحلة التي تستغرق 12 يومًا، والمقرر أن تختتم في 30 ديسمبر، معلقة الآن، ومستقبلها غير مؤكد في انتظار مزيد من التحقيق.
خلفية هذا الجنوح هي الوفاة الأخيرة لسوزان ريس. تُركت ريس بشكل مأساوي في جزيرة في أواخر أكتوبر، مما أثار تحقيقًا في الظروف المحيطة بالتخلي عنها ووفاتها اللاحقة. وقد ألقت الحادثة بظلال طويلة على شركة "كورال إكسبيديشنز"، الشركة التي تشغل سفينة "كورال أدفنتشر"، مما أثار مخاوف بشأن بروتوكولات سلامة الركاب والمساءلة.
إن التقاء هذه الأحداث - الجنوح والوفاة السابقة - يسلط الضوء على الدور المتزايد للتكنولوجيا، وتحديدًا الذكاء الاصطناعي، في السلامة البحرية ومنع الحوادث. أصبحت أنظمة الملاحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي متطورة بشكل متزايد، وقادرة على تحليل كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك أنماط الطقس وظروف البحر والمخاطر المحتملة، لتحسين المسارات وتجنب الاصطدامات. تستخدم هذه الأنظمة خوارزميات التعلم الآلي لتحسين دقتها وقدراتها التنبؤية باستمرار.
توضح الدكتورة أنيا شارما، الباحثة البارزة في مجال السلامة البحرية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي في جامعة سيدني: "الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إحداث ثورة في الملاحة البحرية". "من خلال تحليل البيانات في الوقت الفعلي والتعلم من الحوادث السابقة، يمكن لهذه الأنظمة أن توفر دعمًا قيمًا لاتخاذ القرارات لقادة السفن، مما يساعدهم على الإبحار بأمان وكفاءة، حتى في الظروف الصعبة."
ومع ذلك، تحذر الدكتورة شارما من الاعتماد المفرط على التكنولوجيا. وتؤكد قائلة: "الذكاء الاصطناعي هو أداة، وليس بديلاً عن الحكم البشري". "من الأهمية بمكان أن يتم تدريب طواقم السفن بشكل صحيح لتفسير البيانات التي توفرها أنظمة الذكاء الاصطناعي واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على خبرتهم وتجربتهم."
يثير الحادث الذي يتعلق بسفينة "كورال أدفنتشر" أسئلة مهمة حول دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات البحرية. هل كانت السفينة مجهزة بأنظمة ملاحة متطورة تعمل بالذكاء الاصطناعي؟ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا حدث الجنوح؟ هل كان ذلك فشلًا في التكنولوجيا نفسها، أم فشلًا في الاستخدام السليم أو تفسير المعلومات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي؟ هذه هي الأسئلة التي من المحتمل أن يستكشفها المحققون في الأسابيع المقبلة.
وبالنظر إلى المستقبل، يواجه قطاع الملاحة البحرية تحديًا يتمثل في دمج الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في عملياته مع ضمان بقاء الإشراف البشري والمساءلة في المقام الأول. ويتطلب ذلك اتباع نهج متعدد الأوجه، بما في ذلك الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وتوفير تدريب شامل لطواقم السفن، ووضع بروتوكولات واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الملاحة وإدارة السلامة. إن مستقبل السلامة البحرية يتوقف على قدرتنا على تسخير قوة الذكاء الاصطناعي بمسؤولية وأخلاقية، وضمان أن المآسي مثل وفاة سوزان ريس وحوادث مثل جنوح سفينة "كورال أدفنتشر" تصبح شيئًا من الماضي.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment