وفقًا للفريق البحثي، تتضمن الطريقة النظرية تسخير التدفق النيوتروني المكثف داخل مفاعلات الاندماج لإطلاق عملية إنتاج الأكسيونات. هذه الجسيمات المراوغة هي المرشحة الأبرز للمادة المظلمة، وهي المادة الغامضة التي تشكل جزءًا كبيرًا من كتلة الكون ولكنها لا تتفاعل مع الضوء. تشير الدراسة إلى أن البيئة الفريدة داخل مفاعل الاندماج يمكن أن توفر الظروف اللازمة لإنتاج هذه الجسيمات واكتشافها المحتمل.
قال الدكتور آرلو برويس، المؤلف الرئيسي للدراسة والفيزيائي في جامعة سينسيناتي: "هذا يغير قواعد اللعبة". "لسنوات، كان الفيزيائيون يبحثون عن الأكسيونات بنجاح ضئيل. يمكن أن توفر مفاعلات الاندماج، التي هي على وشك أن تصبح حقيقة واقعة، طريقة جديدة تمامًا للعثور عليها."
اكتسب مفهوم الأكسيونات بروزًا في السبعينيات كحل نظري لمشكلة في فيزياء الجسيمات تُعرف باسم مشكلة CP القوية. على الرغم من التجارب العديدة، ظلت الأكسيونات بعيدة المنال، مما دفع بعض العلماء إلى التشكيك في وجودها. حتى أن مسلسل "نظرية الانفجار العظيم" سخر من صعوبة العثور على هذه الجسيمات، حيث فشل الشيخان شيلدون وليونارد بشكل هزلي في محاولاتهما لحل لغز الأكسيون.
إن الاكتشاف المحتمل للأكسيونات لن يؤكد فقط صحة تنبؤ نظري طويل الأمد، بل سيوفر أيضًا رؤى حاسمة حول طبيعة المادة المظلمة. يمكن أن يحدث هذا ثورة في فهمنا للكون ومكوناته الأساسية. علاوة على ذلك، فإن القدرة على إنتاج الأكسيونات في مفاعلات الاندماج يمكن أن تفتح آفاقًا جديدة للبحث والتطبيقات التكنولوجية.
يشير خبراء الصناعة إلى أن هذا البحث يمكن أن يضخ إثارة جديدة في مجال طاقة الاندماج، الذي يكتسب زخمًا كمصدر محتمل للطاقة النظيفة والمستدامة. إن الاحتمال الإضافي لإنتاج جسيمات المادة المظلمة يمكن أن يجذب المزيد من الاستثمار ويسرع تطوير تكنولوجيا الاندماج.
قالت الدكتورة إميلي كارتر، الخبيرة البارزة في طاقة الاندماج في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والتي لم تشارك في الدراسة: "هذا تطور مثير للغاية". "إنه يسلط الضوء على إمكانات مفاعلات الاندماج ليس فقط لحل احتياجاتنا من الطاقة ولكن أيضًا لمعالجة بعض أكبر الألغاز في الفيزياء."
يعمل الفريق البحثي حاليًا على تطوير طرق تجريبية للكشف عن الأكسيونات المنتجة في مفاعلات الاندماج. ويأملون في التعاون مع منشآت الاندماج الحالية والمستقبلية لاختبار تنبؤاتهم النظرية. تتضمن الخطوة التالية تصميم أجهزة كشف محددة يمكنها تحديد الإشارات الخافتة التي تنتجها الأكسيونات وسط بيئة الإشعاع المكثف لمفاعل الاندماج. نُشرت الدراسة في مجلة Physical Review Letters في 28 ديسمبر 2025.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment