شهدت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تحولاً كبيراً في عهد إدارة ترامب، تميز بتحولات في السياسة كان لها صدى عميق داخل المنطقة والمجتمع الدولي. هذه التغييرات، التي نوقشت خلال اجتماع في البيت الأبيض يوم الاثنين بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وصفها البعض بأنها تعزز التحالف بينما يرى البعض الآخر أنها تضر بآفاق السلام على المدى الطويل.
كان أحد التحولات الرئيسية في السياسة هو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في عام 2018، وهي خطوة أشاد بها المسؤولون الإسرائيليون باعتبارها اعترافًا بالقدس عاصمة لإسرائيل. صرح ممثل عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً: "كانت هذه خطوة تاريخية اعترفت بالواقع على الأرض". ومع ذلك، انتقد الفلسطينيون وكثيرون في المجتمع الدولي هذه الخطوة على نطاق واسع، حيث يعتبرون القدس الشرقية عاصمة مستقبلية لدولة فلسطينية. وقال متحدث باسم السلطة الفلسطينية: "هذا القرار قوض إمكانية حل الدولتين وزاد من زعزعة استقرار المنطقة".
وكان من التطورات الهامة الأخرى انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، في عام 2018. وأشار الرئيس ترامب إلى مخاوف بشأن طموحات إيران النووية ودعمها للوكلاء الإقليميين كمبرر للانسحاب. وقد حظي هذا القرار بدعم قوي من إسرائيل، التي تعتبر إيران تهديدًا أمنيًا كبيرًا. وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير: "كانت خطة العمل الشاملة المشتركة اتفاقًا معيبًا لم يعالج بشكل كاف سلوك إيران الخطير". ومع ذلك، أعرب الحلفاء الأوروبيون عن خيبة أملهم إزاء الانسحاب، بحجة أن خطة العمل الشاملة المشتركة كانت فعالة في كبح برنامج إيران النووي.
كما توسطت إدارة ترامب في سلسلة من اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، والمعروفة باسم الاتفاقات الإبراهيمية. هذه الاتفاقيات، التي تم توقيعها في عام 2020، طبعت العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب. جادل مؤيدو الاتفاقات الإبراهيمية بأنها تمثل خطوة مهمة نحو السلام والاستقرار الإقليميين. وقال مفاوض السلام السابق آرون ديفيد ميلر، متحدثًا في برنامج "مورنينغ إديشن" على NPR: "تظهر هذه الاتفاقيات أن السلام ممكن وأن التعاون يمكن أن يفيد جميع الأطراف". ومع ذلك، جادل النقاد بأن الاتفاقيات همشت القضية الفلسطينية ولم تعالج الأسباب الكامنة وراء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وبالنظر إلى المستقبل، لا يزال يتعين رؤية التأثير طويل المدى لهذه التحولات في السياسة. في حين أن تصرفات إدارة ترامب لقيت ترحيبًا من البعض، إلا أنها أثارت أيضًا جدلاً وأثارت تساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وآفاق السلام في الشرق الأوسط. تواجه الإدارة الحالية تحديًا يتمثل في التغلب على هذه الديناميكيات المعقدة وتحديد أفضل مسار للمضي قدمًا للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment