وفقًا لليونيد راغوزين، وهو صحفي مستقل مقيم في ريغا، فإن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتصاعدة ضد فنزويلا قد تفيد روسيا عن غير قصد على الساحة العالمية. ويرى راغوزين أن فنزويلا، مثل أوكرانيا، أصبحت ورقة مساومة في لعبة جيوسياسية أكبر تشمل قوى عظمى عالمية.
وقد عقد الصحفي مقارنات بين الوضع الحالي ومقدمات الحرب العالمية الثانية، مستشهداً بأحداث مثل مذبحة نانكينغ، وغزو موسوليني للحبشة، والحرب الأهلية الإسبانية باعتبارها صراعات معزولة على ما يبدو ساهمت في كارثة عالمية. وبينما لم يتنبأ راغوزين صراحةً بحرب عالمية ثالثة، إلا أنه شدد على التهديد الدائم لمثل هذا الصراع.
يرى تحليل راغوزين أن التدخل الأمريكي في فنزويلا، وإن كان يهدف إلى كبح النفوذ الروسي في المنطقة، إلا أنه قد يعزز موقف روسيا بشكل متناقض. وقد يحدث هذا عن طريق تحويل انتباه وموارد الولايات المتحدة، مما يسمح لروسيا بمتابعة مصالحها في أماكن أخرى، أو عن طريق خلق فرص لروسيا لتقديم نفسها كثقل موازن للهيمنة الأمريكية.
يتدهور الوضع في فنزويلا منذ سنوات، ويتسم بعدم الاستقرار السياسي والأزمة الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية واسعة النطاق. وقد واجهت حكومة الرئيس نيكولاس مادورو اتهامات بالاستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان، مما أدى إلى إدانة وعقوبات دولية. وتعتبر روسيا حليفًا رئيسيًا لمادورو، حيث تقدم له الدعم الاقتصادي والعسكري.
هددت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا بالتدخل العسكري في فنزويلا للإطاحة بمادورو واستعادة الديمقراطية، لكن مثل هذا الإجراء ينطوي على مخاطر كبيرة، بما في ذلك احتمال نشوب صراع مطول وزعزعة الاستقرار الإقليمي وأزمة إنسانية. ويمكن أيضًا اعتبار التدخل الأمريكي عملاً عدوانيًا، مما يزيد من توتر العلاقات مع روسيا ودول أخرى.
يسلط تحليل الصحفي الضوء على التفاعل المعقد لديناميكيات القوة العالمية والعواقب غير المقصودة المحتملة لقرارات السياسة الخارجية. إن الوضع في فنزويلا بمثابة تذكير بالترابط بين العلاقات الدولية والحاجة إلى دراسة متأنية لجميع النتائج المحتملة قبل اتخاذ أي إجراء. لا يزال مستقبل فنزويلا غير مؤكد، مع احتمال حدوث مزيد من التصعيد وتأثير كبير على ميزان القوى العالمي.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment