فقدت شركة "جيكو" (Geico)، التي كانت ذات يوم جوهرة تاج "وارن بافيت" في سوق التأمين على السيارات، مكانتها لصالح شركة "بروجريسيف" (Progressive)، ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى الإخفاق في الاستثمار في تحديثات تكنولوجية حاسمة. وتسلط هذه الهفوة الضوء على اتجاه أوسع داخل شركة "بيركشاير هاثاواي" (Berkshire Hathaway)، حيث أثر تردد "بافيت" في تبني التحول الرقمي على أداء الشركات التابعة لها.
ويتضح تراجع "جيكو" في مركزها في السوق. وعلى الرغم من عدم تقديم أرقام محددة للحصة السوقية، يشير المقال إلى تحول تجاوزت فيه "بروجريسيف" شركة "جيكو" لتصبح شركة التأمين على السيارات الربحية الرائدة في البلاد. ويمثل هذا ضربة مالية كبيرة، بالنظر إلى الإيرادات الكبيرة التي يدرها قطاع التأمين على السيارات. ولا يزال الأثر المالي الدقيق على التقييم الإجمالي لشركة "بيركشاير هاثاواي" غير محدد، لكن المقال يشير إلى أنه كبير، بالنظر إلى أن الشركات التابعة العاملة تشكل غالبية أصول "بيركشاير".
تتسم سوق التأمين على السيارات بمنافسة شرسة، حيث تتنافس الشركات على العملاء من خلال التسعير التنافسي والخدمة الفعالة. ويمكن أن يعزى نجاح "بروجريسيف" إلى تبنيها الاستباقي للتكنولوجيا، مما مكنها من تقديم منتجات تأمين أكثر تخصيصًا وقائمة على البيانات. وقد أدى فشل "جيكو" في مواكبة ذلك إلى وضعها في وضع غير مؤات في جذب العملاء والاحتفاظ بهم.
يعود تاريخ "جيكو" إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وكان نموذجها المباشر للمستهلكين ثوريًا في ذلك الوقت. ومع ذلك، فإن اعتماد الشركة على الأساليب التقليدية، إلى جانب عدم كفاية الاستثمار في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، قد أعاق قدرتها على المنافسة بفعالية في العصر الرقمي. وقد أثبتت استراتيجية "بافيت" المتمثلة في إعطاء الأولوية لسحب النقد على إعادة الاستثمار في التطورات التكنولوجية أنها ضارة بنمو "جيكو" على المدى الطويل.
تتوقف النظرة المستقبلية لشركة "جيكو" على قدرتها على التكيف مع المشهد التكنولوجي المتطور. وتعتبر الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وتحليل البيانات أمرًا بالغ الأهمية لاستعادة قدرتها التنافسية. ويبقى أن نرى ما إذا كان "بافيت" سيغير نهجه ويعطي الأولوية لإعادة الاستثمار في "جيكو"، لكن نجاح الشركة في المستقبل يعتمد على ذلك. ويعد هذا الوضع بمثابة قصة تحذيرية حول أهمية تبني التغيير التكنولوجي، حتى بالنسبة للشركات الراسخة والناجحة.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment