تواجه إيران حالة من الاستياء الاقتصادي واسع النطاق مع اندلاع احتجاجات في مدن متعددة لليوم الثالث على التوالي، بسبب الانخفاض غير المسبوق للريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي. وقد انتشرت الاضطرابات، التي بدأت في الأصل بإضراب بين أصحاب المتاجر في البازار الكبير في طهران يوم الأحد، بسرعة إلى مدن تشمل كرج وهمدان وقشم وملارد وأصفهان وكرمانشاه وشيراز ويزد.
وقد أدى انخفاض قيمة الريال إلى مستوى قياسي إلى تأجيج الاحتجاجات الأولية. وفي حين أن الأرقام المحددة لانخفاض العملة لم تكن متاحة على الفور، إلا أن شدة الانخفاض دفعت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات فورية. وأقر الرئيس مسعود بيزشكيان بمظالم الجمهور وأوعز إلى وزير الداخلية بالدخول في حوار مع ممثلي المحتجين. وفي خطوة مهمة، قبل أيضًا استقالة محافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين، وعين عبد الناصر همتي، وزير الاقتصاد والمالية السابق، خلفًا له.
ومن المتوقع أن يكون للاحتجاجات وانخفاض قيمة العملة تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني. وتواجه الشركات، وخاصة تلك التي تعتمد على الواردات، زيادة في التكاليف وعدم اليقين. ومن المرجح أيضًا أن تتآكل القدرة الشرائية للمستهلكين، مما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب وزيادة الركود الاقتصادي. وتشير استجابة الحكومة، بما في ذلك التغيير في قيادة البنك المركزي، إلى محاولة لتحقيق الاستقرار في الوضع المالي ومعالجة المخاوف الاقتصادية الكامنة التي تدفع الاضطرابات.
ويتعرض الاقتصاد الإيراني لضغوط منذ سنوات، ويواجه تحديات تشمل العقوبات الدولية والتضخم والبطالة. ويعد انخفاض قيمة العملة الأخير أحد أعراض هذه المشاكل الاقتصادية العميقة. ويلعب البنك المركزي دورًا حاسمًا في إدارة السياسة النقدية وسعر الصرف في البلاد، ويعكس التغيير في القيادة رغبة الحكومة في اتباع نهج جديد لمعالجة الأزمة الاقتصادية.
وبالنظر إلى المستقبل، يظل الوضع متقلبًا. وسيكون نجاح جهود الحكومة للتواصل مع المحتجين وتنفيذ سياسات اقتصادية فعالة أمرًا بالغ الأهمية في استعادة الاستقرار. وقد يشير تعيين محافظ جديد للبنك المركزي إلى تحول في السياسة النقدية، يحتمل أن يهدف إلى كبح التضخم وتحقيق الاستقرار في الريال. ومع ذلك، يعتمد التوقع طويل الأجل على معالجة القضايا الهيكلية التي ابتلي بها الاقتصاد الإيراني لسنوات، بما في ذلك تخفيف العقوبات وتنويع الاقتصاد.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment