وفقًا لبيانات استطلاعية حديثة وتحليلات سياسية، يحمل الأمريكيون آراء معقدة ومتناقضة في كثير من الأحيان فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي. سلط تقرير لـ Politico نُشر هذا الأسبوع، بعنوان "الأمريكيون يكرهون الذكاء الاصطناعي"، الضوء على مخاوف بين المشرعين الديمقراطيين والمهنيين السياسيين بشأن التأثير المحتمل للتكنولوجيا على الوظائف والموارد والرفاه المجتمعي.
يشير التقرير إلى قلق عام متزايد تغذيه روايات عن شركات الذكاء الاصطناعي التي تستهلك كميات هائلة من المياه وترفع تكاليف الكهرباء، لا سيما في المناطق التي تستضيف مراكز بيانات كبيرة. أحد الأمثلة على ذلك هو الجدل الدائر حول مركز بيانات Stargate المقترح في ريف ميشيغان، حيث احتشد السكان في ديسمبر ضد التأثير البيئي المحتمل للمشروع. صرح جيم ويست، وهو أحد السكان المحليين، خلال التجمع: "لا يمكننا السماح لهذه الشركات بالقدوم إلى هنا واستنزاف مواردنا من أجل ربحها الخاص".
لا تستند المخاوف المحيطة بالذكاء الاصطناعي إلى المخاوف البيئية فحسب. إن قدرة التكنولوجيا على إزاحة العمال في مختلف القطاعات هي مصدر قلق كبير. أشار إريك ليفيتز، مراسل أول في Vox، إلى أن هذه المخاوف تتضخم من قبل النشطاء السياسيين الذين يرون فرصة للاستفادة من القلق العام. قال ليفيتز: "هناك تصور بأن الذكاء الاصطناعي هو تقنية قاتلة للوظائف، وهذا التصور يشكل الخطاب السياسي".
ينطوي الذكاء الاصطناعي، في جوهره، على تطوير أنظمة كمبيوتر قادرة على أداء المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا، مثل التعلم وحل المشكلات واتخاذ القرارات. تعتمد هذه الأنظمة على الخوارزميات ومجموعات البيانات الضخمة لتحديد الأنماط وإجراء التنبؤات. في حين أن الذكاء الاصطناعي يوفر فوائد محتملة في مجالات مثل الرعاية الصحية والنقل والتصنيع، فإن تقدمه السريع يثير تساؤلات أخلاقية ومجتمعية.
وفقًا لتقرير Politico، فإن الحزب الديمقراطي يعاني من كيفية الاستجابة لهذه المخاوف. يدعو البعض داخل الحزب إلى اتخاذ موقف أكثر انتقادًا تجاه تطوير الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على الحاجة إلى لوائح لحماية العمال والبيئة. يجادل آخرون بأن تبني ابتكار الذكاء الاصطناعي أمر بالغ الأهمية للحفاظ على القدرة التنافسية الاقتصادية. يعكس هذا الانقسام الداخلي التردد العام الأوسع تجاه التكنولوجيا.
لا يزال مستقبل تنظيم الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمع غير مؤكد. مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، من المرجح أن يلعب الخطاب العام والعمل السياسي دورًا حاسمًا في تشكيل مساره. إن الجدل حول الذكاء الاصطناعي لا يتعلق بالتكنولوجيا فحسب؛ بل يتعلق بنوع المستقبل الذي يريد الأمريكيون خلقه.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment