بعد مرور ما يقرب من أسبوع على إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عما وصفه بأنه أول ضربة برية أمريكية في حملة ضغط عسكرية استمرت أربعة أشهر ضد فنزويلا، لا تزال التفاصيل المحيطة بالحدث شحيحة. في وقت متأخر من يوم الاثنين، أفادت شبكة CNN وصحيفة The New York Times بتأكيد أن وكالة المخابرات المركزية استخدمت طائرة بدون طيار لاستهداف منشأة ميناء يُزعم أن عصابة "ترين دي أراغوا" تستخدمها. لم يتم الكشف عن تاريخ ووقت وموقع الهجوم، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
يمثل الحادث تصعيدًا كبيرًا فيما يسميه المحللون "حرب الظل" التي تشنها الولايات المتحدة ضد نظام نيكولاس مادورو، الزعيم القوي لفنزويلا، الذي لا يزال متمسكًا بالسلطة على الرغم من الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة. تأتي غارة الطائرة بدون طيار المزعومة بعد أشهر من النشاط العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة، بما في ذلك التدريبات البحرية والمراقبة المكثفة، وكلها بررتها إدارة ترامب بأنها ضرورية لمكافحة تهريب المخدرات ودعم القوى الديمقراطية داخل فنزويلا.
غارقة فنزويلا في أزمة سياسية واقتصادية عميقة منذ سنوات، تميزت بالتضخم المفرط ونقص السلع الأساسية والهجرة الواسعة النطاق. واجه مادورو، الذي خلف هوغو شافيز في عام 2013، اتهامات بالاستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان، مما أدى إلى إدانة دولية وعقوبات من الولايات المتحدة ودول أخرى. لطالما دعمت الولايات المتحدة زعيم المعارضة خوان غوايدو، معترفة به كرئيس مؤقت شرعي لفنزويلا، على الرغم من تضاؤل نفوذ غوايدو داخل البلاد.
يزيد الوضع تعقيدًا تدخل جهات دولية أخرى. حافظت روسيا والصين على علاقات وثيقة مع حكومة مادورو، وقدمتا الدعم الاقتصادي والعسكري. تعتبر الولايات المتحدة هذه العلاقات تحديًا لنفوذها في المنطقة وتهديدًا لمصالحها الأمنية القومية. يضيف وجود "ترين دي أراغوا"، وهي منظمة إجرامية عابرة للحدود الوطنية، طبقة أخرى من التعقيد، مع مزاعم بتورطها في تهريب المخدرات والابتزاز وغيرها من الأنشطة غير المشروعة.
يثير التصعيد الأخير مخاوف بشأن احتمال نشوب صراع أوسع في فنزويلا، مع عواقب مزعزعة للاستقرار المحتملة على المنطقة بأكملها. ورد أن ألعاب الحرب الأمريكية قد عرضت سيناريوهات لسقوط مادورو، لكن لم ينته أي منها بشكل جيد بالنسبة لفنزويلا، وفقًا لمصادر مطلعة على عمليات المحاكاة. لا يزال التأثير طويل المدى للحملة العسكرية الأمريكية على مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي غير مؤكد. يدعو مراقبون دوليون إلى حل سلمي للأزمة من خلال الحوار والمفاوضات، لكن الطريق إلى الأمام لا يزال غير واضح في الوقت الذي يواصل فيه مادورو مقاومة الضغوط للتنحي.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment