بعد مرور ما يقرب من أسبوع على إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عما وصفه بأول ضربة برية أمريكية في حملة ضغط عسكري استمرت أربعة أشهر ضد فنزويلا، لا تزال التفاصيل المحيطة بالحدث شحيحة. وذكرت شبكتا CNN و"نيويورك تايمز" في وقت متأخر من يوم الاثنين أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) استخدمت طائرة بدون طيار لاستهداف منشأة في ميناء يُزعم أن عصابة "ترين دي أراغوا" تستخدمها.
تمثل الضربة المزعومة بطائرة بدون طيار مرحلة جديدة في الحرب الخفية المستمرة بين الولايات المتحدة وفنزويلا، حيث لا يزال نيكولاس مادورو متمسكًا بالسلطة على الرغم من الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة. ولا يزال تاريخ ووقت وموقع الهجوم الدقيق غير مؤكد، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
الحادث هو الأحدث في سلسلة من الإجراءات المتصاعدة التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد نظام مادورو، الذي تتهمه واشنطن بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان وتقويض الديمقراطية. لطالما تبنت إدارة ترامب سياسة "الضغط الأقصى" على فنزويلا، بما في ذلك فرض عقوبات تستهدف القطاعات الرئيسية في الاقتصاد الفنزويلي، مثل النفط.
اتسم الوضع في فنزويلا بأزمة اقتصادية عميقة وتضخم مفرط ونقص واسع النطاق في الغذاء والدواء، مما أدى إلى نزوح جماعي للفنزويليين إلى البلدان المجاورة. ووفقًا للأمم المتحدة، فر أكثر من سبعة ملايين فنزويلي من البلاد في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى نشوء واحدة من أكبر أزمات الهجرة في العالم.
كما دعمت الولايات المتحدة شخصيات المعارضة الفنزويلية، بمن فيهم خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسًا مؤقتًا في عام 2019، وهي خطوة اعترفت بها واشنطن وعدة دول أخرى. ومع ذلك، تمكن مادورو من الحفاظ على دعم الجيش الفنزويلي وحلفاء دوليين رئيسيين، بما في ذلك روسيا والصين وكوبا.
تثير الضربة المزعومة بطائرة بدون طيار مخاوف بشأن احتمال حدوث مزيد من التصعيد في الصراع وتأثيره على الشعب الفنزويلي. يخشى بعض المحللين من أن تدخلًا عسكريًا أمريكيًا أكثر مباشرة قد يؤدي إلى صراع مطول ودموي، مع عواقب مزعزعة للاستقرار محتملة للمنطقة بأكملها.
وفقًا لتقرير أعده تياغو روجيرو، مراسل أمريكا الجنوبية: "لقد عرضت ألعاب الحرب الأمريكية سيناريوهات لسقوط مادورو. ولم ينته أي منها بشكل جيد بالنسبة لفنزويلا".
لم تعلق الحكومة الفنزويلية رسميًا بعد على الضربة المزعومة بطائرة بدون طيار، لكنها أدانت باستمرار التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية. واتهم مادورو الولايات المتحدة بالسعي إلى الإطاحة بحكومته وتنصيب نظام دمية.
لا يزال المجتمع الدولي منقسمًا حول كيفية معالجة الأزمة في فنزويلا. تدعو بعض البلدان إلى الحوار وإيجاد حل تفاوضي، بينما يدعم البعض الآخر اتخاذ تدابير أقوى للضغط على مادورو للتنحي. ومما يزيد الوضع تعقيدًا تدخل أطراف خارجية لها مصالح متضاربة في المنطقة.
مع اشتداد الحرب الخفية بين الولايات المتحدة وفنزويلا، لا يزال مستقبل البلاد غير مؤكد. لا يزال الشعب الفنزويلي يعاني من عواقب الأزمة السياسية والاقتصادية، ويبدو احتمال التوصل إلى حل سلمي بعيد المنال على نحو متزايد.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment