تستعد بلغاريا لتبني اليورو، لكن بعض المواطنين يعربون عن مخاوفهم من أن يؤدي تحويل العملة إلى ارتفاع الأسعار. من المقرر أن تتبنى البلاد اليورو رسميًا في 1 يناير 2026، ليحل محل الليف، العملة الوطنية البلغارية.
تنبع هذه المخاوف من الخشية من أن تقوم الشركات بتقريب الأسعار أثناء التحويل، مما يؤدي فعليًا إلى رفع تكلفة السلع والخدمات. وقال أكسل زايموفيتش، مراسل قناة الجزيرة: "يشعر الناس بالقلق من أن تستغل المتاجر عملية التحويل كذريعة لزيادة الأسعار". "إنهم يخشون من أن حتى الأخطاء الطفيفة في التقريب ستتراكم وتؤثر على ميزانيات أسرهم".
تعتبر خطوة بلغاريا نحو تبني اليورو جزءًا من اتجاه أوسع داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى الدول الأعضاء إلى تحقيق تكامل اقتصادي أكبر. يهدف اليورو، المستخدم حاليًا من قبل 20 دولة من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، إلى تسهيل التجارة والاستثمار والاستقرار الاقتصادي داخل منطقة اليورو. ومع ذلك، قوبلت عمليات تبني اليورو السابقة في دول أوروبية أخرى بمخاوف مماثلة بشأن التضخم والتلاعب بالأسعار. على سبيل المثال، عندما تبنت سلوفاكيا اليورو في عام 2009، كانت هناك تقارير واسعة النطاق عن قيام الشركات بزيادة الأسعار تحت ستار تحويل العملة.
أطلقت الحكومة البلغارية والبنك المركزي الأوروبي حملات توعية عامة لتثقيف المواطنين حول عملية التحويل وطمأنتهم بأن هناك تدابير مطبقة لمنع الزيادات غير المبررة في الأسعار. وتشمل هذه التدابير مراقبة الأسعار وفرض غرامات على الشركات التي يتبين أنها تمارس ممارسات غير عادلة.
ينقسم الاقتصاديون حول التأثير المحتمل لتبني اليورو على اقتصاد بلغاريا. يجادل البعض بأنه سيجلب مزيدًا من الاستقرار ويجذب الاستثمار الأجنبي، بينما يحذر آخرون من ضغوط تضخمية محتملة وفقدان السيطرة على السياسة النقدية. تأمل بلغاريا، وهي واحدة من أفقر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في أن يؤدي تبني اليورو إلى تعزيز اقتصادها وتقريبها من المعايير الاقتصادية لأوروبا الغربية.
يتطلب تبني اليورو من بلغاريا تلبية معايير اقتصادية معينة، بما في ذلك الحفاظ على أسعار مستقرة ومالية عامة سليمة وسعر صرف ثابت. انضمت بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2007 وتعمل على تبني اليورو منذ عدة سنوات. يعود القرار النهائي بشأن عضوية بلغاريا في منطقة اليورو إلى المجلس الأوروبي، بناءً على تقييمات المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي. ستكون الأشهر المقبلة حاسمة حيث تتنقل بلغاريا في المراحل النهائية من الإعداد وتسعى إلى تخفيف المخاوف العامة بشأن الانتقال.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment