أفاد موظف يعمل في مكتب فرعي لشركة مقرها الولايات المتحدة بأنه يعاني من ضائقة كبيرة بسبب خلاف مع مديره، مما يسلط الضوء على قلق متزايد بشأن تأثير ديناميكيات مكان العمل على رفاهية الموظفين. ووصف الموظف، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، صراعًا استمر ثلاث سنوات مع مدير، على الرغم من افتقاره إلى الخبرة في المنطقة، إلا أنه قلل باستمرار من خبرة الموظف وتجاهل مدخلاته، وفقًا لرسالة أُرسلت إلى Work Friend في صحيفة نيويورك تايمز. وقد أدى هذا الوضع إلى انخفاض الروح المعنوية والإنتاجية داخل المكتب، مما جعل الموظف بمثابة "قصة تحذيرية".
وذكر الموظف أن محاولات معالجة المشكلة مع كل من المدير والإدارة العليا لم تنجح. وورد أن الإدارة العليا تقدر "إمكانات القيادة" لدى المدير واختارت عدم التدخل، مما سمح للمدير بالتعلم من أخطائه، كما كتب الموظف. وقد أدى هذا النهج المتساهل إلى تفاقم الأثر السلبي على الصحة العقلية والعاطفية للموظف.
ويؤكد الخبراء في علم النفس التنظيمي على الدور الحاسم للإدارة الفعالة في تعزيز بيئة عمل صحية. ووجدت دراسة نشرت في مجلة علم النفس التطبيقي أن الموظفين الذين يرون أن مديريهم داعمون وعادلون هم أكثر عرضة للإبلاغ عن مستويات أعلى من الرضا الوظيفي ومستويات أقل من التوتر. وعلى العكس من ذلك، فإن الموظفين الذين يعانون من سلوك تقويضي من مديريهم هم أكثر عرضة لخطر الإرهاق والقلق والاكتئاب.
وقد أدى ظهور المكاتب البعيدة والفرعية، التي سهلتها التطورات في تقنيات الاتصال مثل منصات التعاون المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلى ظهور تحديات جديدة لإدارة ديناميكيات مكان العمل. وفي حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز الإنتاجية من خلال إدارة المهام الآلية وتحليل البيانات، إلا أنه لا يمكن أن يحل محل العنصر البشري في القيادة، كما قالت الدكتورة إميلي كارتر، الخبيرة في الذكاء الاصطناعي وعلم نفس مكان العمل في جامعة ستانفورد. وذكرت كارتر: "يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم رؤى حول أداء الموظفين ومعنوياتهم، ولكن الأمر متروك للمديرين البشريين لتفسير هذه الرؤى واتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة أي مشاكل".
وتؤكد الحالة التي وصفها الموظف على أهمية الاستثمار في برامج التدريب الإداري التي تركز على تطوير الذكاء العاطفي ومهارات حل النزاعات والحساسية الثقافية. يجب على الشركات أيضًا إنشاء قنوات واضحة للموظفين للإبلاغ عن المخاوف بشأن السلوك الإداري دون خوف من الانتقام. مع استمرار الذكاء الاصطناعي في تحويل مكان العمل، من الضروري إعطاء الأولوية لرفاهية الموظفين والتأكد من استخدام التكنولوجيا لدعم صحتهم العقلية والعاطفية، بدلاً من تقويضها. يبحث الموظف حاليًا عن فرص عمل جديدة.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment