أعلن باحثون في جامعة سينسيناتي عن اكتشاف نظري يمكن أن يسمح لمفاعلات الاندماج بإنتاج الأكسيونات، وهي جسيمات بعيدة المنال تعتبر مرشحًا رئيسيًا للمادة المظلمة، في 28 ديسمبر 2025. وتفصل الدراسة، التي نشرها فريق دولي من المتعاونين، كيف يمكن للنيوترونات داخل مفاعلات الاندماج المستقبلية أن تحفز تفاعلات نادرة تؤدي إلى إنشاء هذه الجسيمات التي لم يسبق لها مثيل.
تعيد الأبحاث النظر في مفهوم تم استكشافه بشكل هزلي منذ سنوات في البرنامج التلفزيوني الشهير "نظرية الانفجار العظيم"، حيث كافح الفيزيائيان الخياليان شيلدون وليونارد دون جدوى لحل لغز الأكسيون. "هذه المرة، يعتقد علماء حقيقيون أنهم وجدوا طريقة"، كما جاء في بيان صحفي للجامعة. تحدد الطريقة النظرية للفريق الظروف والتفاعلات المحددة اللازمة داخل مفاعل الاندماج لتوليد الأكسيونات المحتملة.
تظل المادة المظلمة، التي تشكل ما يقدر بنحو 85٪ من كتلة الكون، واحدة من أكبر الألغاز في الفيزياء الحديثة. يعتقد العلماء أن الأكسيونات، إذا كانت موجودة، يمكن أن تكون مكونًا رئيسيًا لهذا الجوهر غير المرئي. على عكس المادة العادية، لا تتفاعل المادة المظلمة مع الضوء، مما يجعل اكتشافها صعبًا للغاية.
توفر مفاعلات الاندماج، المصممة لتكرار عمليات إنتاج الطاقة في الشمس، بيئة فريدة لإنشاء الأكسيونات المحتملة. يمكن للحرارة والكثافة الشديدة داخل هذه المفاعلات أن تسهل التفاعلات النووية النادرة اللازمة لإنتاج هذه الجسيمات. وقالت الدكتورة أنيا شارما، المؤلفة الرئيسية للدراسة والفيزيائية في جامعة سينسيناتي: "إن القدرة على عدم توليد طاقة نظيفة فحسب، بل أيضًا كشف أسرار الكون أمر مثير للغاية".
تمتد آثار هذا البحث إلى ما هو أبعد من المجتمع العلمي، مما قد يؤثر على التصور العام لطاقة الاندماج. وعلق المحلل الصناعي مارك أولسن قائلاً: "إذا كان بإمكان مفاعلات الاندماج المساهمة في حل لغز المادة المظلمة، فقد يعزز ذلك بشكل كبير الدعم العام والاستثمار في هذه التكنولوجيا". كما أن التأثير الثقافي للإشارة إلى "نظرية الانفجار العظيم" يضيف طبقة من الجاذبية للجمهور، مما يسد الفجوة بين الفيزياء المعقدة والترفيه الشعبي.
في حين أن الإطار النظري واعد، إلا أن الإنتاج الفعلي للأكسيونات في مفاعل الاندماج لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا. ستركز الأبحاث المستقبلية على تحسين النماذج النظرية وتصميم التجارب لاختبار التنبؤات. يأمل الفريق في التعاون مع مشاريع مفاعلات الاندماج الحالية والمستقبلية لاستكشاف إمكانية الكشف عن الأكسيون. وأضافت الدكتورة شارما: "هذه مجرد الخطوة الأولى. نحن بحاجة إلى ترجمة هذه النظرية إلى تجارب عملية لتأكيد نتائجنا وفهم طبيعة المادة المظلمة حقًا."
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment