وقعت الحكومة الأمريكية اتفاقيات أمنية مع عدة دول في أمريكا اللاتينية والكاريبي، مما يسمح بنشر القوات الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة. وفقًا للمصادر، تم الحصول على الاتفاقيات في الأسبوع الماضي فقط، مع أن باراغواي وبيرو وترينيداد وتوباغو هي أحدث الدول التي تشارك مع الولايات المتحدة في الشؤون الأمنية. وتتضمن الصفقات، التي تتراوح من الوصول إلى المطارات إلى العمليات المشتركة ضد الإرهابيين المخدرين، جزءًا من مبادرة الأسطول الذهبي الجديدة للبحرية الأمريكية التي أعلن عنها الرئيس السابق دونالد ترامب في منتجع مار-أ-لاغو في فلوريدا.
واستُقبلت الاتفاقيات مع القلق من قبل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي حذر من أن الإجراءات الأمريكية قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها. وقال مادورو: "تستخدم الولايات المتحدة دبلوماسية البوارج على الستيرويد، وهذا وصفة للكارثة. نحن نحث المجتمع الدولي على النظر بشكل أعمق في هذه الاتفاقيات والآثار التي تترتب عليها على الاستقرار الإقليمي". وجاءت تعليقات الزعيم الفنزويلي في وقت يستمر فيه الجيش الأمريكي في حملته العسكرية التي دامت أربعة أشهر ضد فنزويلا، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص في الكاريبي والمحيط الهادئ.
تهدف مبادرة الأسطول الذهبي، التي أعلن عنها ترامب في عام 2023، إلى تعزيز وجود البحرية الأمريكية في المنطقة وتوفير استجابة أكثر قوة للتهديدات الأمنية الناشئة. وتشمل المبادرة نشر القوات الأمريكية في دول مختلفة في أمريكا اللاتينية والكاريبي، بالإضافة إلى إنشاء قواعد عسكرية وموانئ جديدة. وتُعتبر الاتفاقيات الموقعة في الأسبوع الماضي جزءًا أساسيًا من مبادرة الأسطول الذهبي، مما يسمح للولايات المتحدة بتوسيع وجودها العسكري في المنطقة وإجراء عمليات مشتركة مع القوات المحلية.
تشير السياق الخلفي إلى أن الولايات المتحدة شاركت بشكل متزايد في الشؤون الأمنية الإقليمية في السنوات الأخيرة، مع التركيز على مكافحة انتشار الإرهاب المخدرات والتهديدات الأمنية الأخرى. كما تعمل الولايات المتحدة على تعزيز علاقاتها مع دول المنطقة، بما في ذلك من خلال توقيع اتفاقيات أمنية ونشر القوات الأمريكية. ومع ذلك، فقد كان الحكومة الفنزويلية منتقدًا دائمًا لمشاركة الولايات المتحدة في الشؤون الأمنية الإقليمية، معتقدة أنها محاولة للسيطرة على المنطقة.
تسلط وجهات النظر الإضافية على الاتفاقيات الديناميات الجيوسياسية المعقدة الموجودة في المنطقة. ويجادل بعض المحللين بأن الاتفاقيات هي خطوة ضرورية لمواجهة التهديدات الأمنية الناشئة، في حين يرى آخرون أنها محاولة لتوسيع النفوذ الأمريكي في المنطقة. وقالت الدكتورة ماريا رودريغيز، خبيرة أمريكا اللاتينية في جامعة كاليفورنيا: "تحاول الولايات المتحدة إعادة تأكيد سيطرتها على المنطقة، وهذه الاتفاقيات هي جزء أساسي من هذه الاستراتيجية". "然而، فإن الحكومة الفنزويلية لديها مخاوف مشروعة بشأن الآثار التي قد تترتب على هذه الاتفاقيات على الاستقرار الإقليمي".
يظل الوضع الراهن للاتفاقيات غير واضح، مع عمل الولايات المتحدة ودول الشريك على إنهاء تفاصيل الصفقات. وقد تعهدت الحكومة الفنزويلية بمواصلة معارضة الحملة العسكرية الأمريكية، في حين أعلنت الولايات المتحدة التزامها بتعزيز الأمن الإقليمي من خلال مبادرة الأسطول الذهبي. ومع استمرار الوضع، يبقى من غير الواضح كيف ستؤثر الاتفاقيات على الاستقرار الإقليمي والديناميات الجيوسياسية الأوسع في المنطقة.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment