أعلنت شركة ميتا مؤخرًا عن استحواذها على شركة "مانوس" (Manus)، وهي شركة ناشئة في مجال وكلاء الذكاء الاصطناعي تأسست في الصين. يشير هذا الاستحواذ إلى استمرار استثمار ميتا في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وخاصة في مجال وكلاء الذكاء الاصطناعي المزدهر، والمصممة لأتمتة المهام والتفاعل مع المستخدمين بطريقة طبيعية وأكثر سلاسة. لم يتم الكشف عن الشروط المالية للصفقة.
تتخصص شركة "مانوس"، التي تأسست في الأصل في الصين ولكن لها عمليات تمتد عبر بلدان متعددة، في تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على فهم طلبات المستخدمين المعقدة والاستجابة لها. يمكن نشر هؤلاء الوكلاء عبر تطبيقات مختلفة، من خدمة العملاء والتجارة الإلكترونية إلى الإنتاجية الشخصية وإنشاء المحتوى. تستفيد تقنيتهم من التطورات في معالجة اللغة الطبيعية (NLP) والتعلم الآلي (ML) والتعلم المعزز لإنشاء أنظمة ذكية وقابلة للتكيف.
أوضحت الدكتورة آنيا شارما، وهي باحثة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في جامعة ستانفورد، وغير تابعة لأي من الشركتين: "يمثل وكلاء الذكاء الاصطناعي قفزة كبيرة إلى الأمام في كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا". "بدلاً من مجرد إصدار الأوامر، يمكن للمستخدمين الانخراط في محادثات أكثر مرونة وموجهة نحو الهدف، مما يسمح للذكاء الاصطناعي بمساعدتهم بشكل استباقي في تحقيق أهدافهم."
يوفر الاستحواذ على "مانوس" لشركة ميتا فريقًا من مهندسي وباحثي الذكاء الاصطناعي ذوي الخبرة، بالإضافة إلى ملكية فكرية قيمة في مجال تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن تعزز هذه الخطوة جهود ميتا في بناء تجارب أكثر ذكاءً وتخصيصًا عبر منصاتها المختلفة، بما في ذلك فيسبوك وإنستغرام وواتساب. تستثمر ميتا بنشاط في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي، مع التركيز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة (LLMs).
تمتد آثار وكلاء الذكاء الاصطناعي إلى ما هو أبعد من مجرد أتمتة المهام البسيطة. يعتقد الخبراء أن لديهم القدرة على تحويل مختلف الصناعات والجوانب في الحياة اليومية. على سبيل المثال، يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي تخصيص التعليم، وتقديم توصيات مخصصة للرعاية الصحية، وحتى المساعدة في الاكتشاف العلمي. ومع ذلك، فإن تطوير ونشر وكلاء الذكاء الاصطناعي يثير أيضًا اعتبارات أخلاقية، بما في ذلك المخاوف بشأن التحيز والخصوصية وفقدان الوظائف.
صرح البروفيسور ديفيد تشين، الخبير في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في جامعة كاليفورنيا، بيركلي: "من الضروري التأكد من أن وكلاء الذكاء الاصطناعي يتم تطويرهم واستخدامهم بمسؤولية". "نحن بحاجة إلى معالجة التحيزات المحتملة في البيانات المستخدمة لتدريب هؤلاء الوكلاء ووضع مبادئ توجيهية واضحة لاستخدامهم لحماية خصوصية المستخدم ومنع العواقب غير المقصودة."
يأتي هذا الاستحواذ في وقت يشهد منافسة شديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تتنافس شركات التكنولوجيا الكبرى على المواهب والموارد لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة. يعد استحواذ ميتا على "مانوس" مؤشرًا واضحًا على التزامها بالبقاء في طليعة هذا المجال سريع التطور. ومن المتوقع أن يستغرق دمج تكنولوجيا وخبرة "مانوس" في البنية التحتية الحالية للذكاء الاصطناعي في ميتا عدة أشهر. لم تعلن ميتا بعد عن خطط محددة لكيفية استخدام تكنولوجيا "مانوس" داخل منتجاتها وخدماتها.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment