وقعت الولايات المتحدة وساحل العاج اتفاقية بقيمة 480 مليون دولار يوم الثلاثاء في أبيدجان، تلتزم بموجبها الولايات المتحدة بتقديم مساعدات للصحة العامة إلى الدولة الواقعة في غرب إفريقيا. تم توقيع الاتفاقية من قبل المبعوثة الأمريكية إلى ساحل العاج جيسيكا ديفيس با ووزير المالية الإيفواري آدم كوليبالي، وتمثل أحدث تطور في "استراتيجية أمريكا أولاً للصحة العالمية" التي وضعتها إدارة ترامب.
تعطي هذه الاستراتيجية الأولوية للاتفاقيات الثنائية مع فرادى البلدان لتلقي المساعدة الصحية الأمريكية، وهو تحول يأتي في أعقاب تخفيضات كبيرة في التمويل للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). أكدت إدارة ترامب أن هذا النهج يسمح بتخصيص الموارد بشكل أكثر مباشرة وفعالية، مما يضمن توافق المساعدات مع المصالح الأمريكية مع تلبية الاحتياجات الصحية الحرجة في البلدان المتلقية.
تمثل "استراتيجية أمريكا أولاً للصحة العالمية" خروجًا عن سياسات المعونة الخارجية الأمريكية السابقة التي غالبًا ما كانت توجه الأموال من خلال منظمات متعددة الأطراف مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. يجادل منتقدو الاستراتيجية بأن خفض التمويل للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يمكن أن يضعف البنية التحتية الصحية العالمية ويقوض الجهود المبذولة لمكافحة الأمراض التي تتجاوز الحدود الوطنية. ومع ذلك، يؤكد المؤيدون أن الاتفاقيات الثنائية توفر قدرًا أكبر من المساءلة وتسمح للولايات المتحدة بتكييف المساعدة لتلبية الاحتياجات الخاصة بكل بلد.
تأتي الاتفاقية مع ساحل العاج في خضم مناقشات أوسع حول دور الذكاء الاصطناعي في المعونة الخارجية والتنمية. يتم استخدام الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لتحليل البيانات الصحية والتنبؤ بتفشي الأمراض وتحسين تخصيص الموارد. تتمتع هذه التقنيات بالقدرة على تحسين كفاءة وفعالية برامج المعونة، ولكنها تثير أيضًا مخاوف بشأن خصوصية البيانات والتحيز الخوارزمي والاحتمال المحتمل لإزاحة العمال البشريين.
أكدت إدارة ترامب على أهمية الابتكار والتكنولوجيا في استراتيجيتها للمعونة الخارجية. يبقى أن نرى كيف سيتم دمج الذكاء الاصطناعي في تنفيذ الاتفاقية مع ساحل العاج والشراكات الصحية الثنائية الأخرى. سيعتمد التأثير طويل المدى لـ "استراتيجية أمريكا أولاً للصحة العالمية" على النتائج الصحية العالمية والتعاون الدولي على قدرتها على معالجة هذه التحديات وتسخير إمكانات التقنيات الجديدة بطريقة مسؤولة ومنصفة.
Discussion
Join the conversation
Be the first to comment